[235 ب] بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم صلى على محمد وعلى آله
قال أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم رحمه الله: سلام عليكم أيها الاخوة الفضلاء، والصدقاء الكرام، المغتبط بودهم، الذي هو أفضل من القرابة الواشجة والمجاورة الدائمة، فقد بشر الله عز وجل المتحابين فيه بأتم البشرى، وأنه يظلهم يوم لا ظل إلا ظله. فأني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو الموفق للخير، الواهب للنعم، وأسأله الصلاة على نبيه ورسوله وصفيه وخليله محمد صلى الله عليه وسلم، وأستوهبه تعالى لي ولكم المزيد من كل حسنة مقربة منه ومبعدة (?) من سخطه.
قال أبو محمد: أما بعد، فإن كتابكم ورد علي وفي أوله وصفكم لي بما لست أهله عند نفسي، ولكني احدث بنعمة الله تعالى علي مؤتمراً لأمره إذ يقول عز وجل {وأما بنعمة ربك فحدث} (الضحى: 11) ، فأقول: بلى، عن الله تعالى عندي نعماً أنا أسأله ثم أرغب إليكم بالأمانة التي عرضها الله تعالى {على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً} (الأحزاب: 72) أن تسألوه تعالى لي ولكم إذ يخفف في سجودكم في أواخر ليلكم، أن لا يجعل ما وضع عندنا من مادة الفهم في دينه فتنة لنا في دينه، ولا حجة علينا في الآخرة، وأن يجعل ما أودعنا من ذلك عوناً على طاعته في هذه الدار، وزلفى لديه تعالى في دار القرار، آمين آمين.
والذي ذكرتم من وجوب الإرشاد للمسترشد، ولزوم البيان لمن سأل، فنعم، سمعاً وطاعة لأمر الله تعالى إذ يقول: {إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون* إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم} (البقرة: 159، 160) ، أعاذنا الله وإياكم من كل ما يؤدي للفتنة، ورزقنا البيان الموجب لمرضاته وتوبته، آمين.