رسائل ابن حزم (صفحة 798)

على بن أبي طالب انه خرج إلى المصلى، فرأى الناس يتنفلون، فقيل له: ألا تنهاهم يا أمير المؤمنين فقال: ما كنت بالذي ينهى عبداً إذا صلى. ومن التابعين ممن تنفل في المصلى قبل صلاة العيدين: الحسن البصري وجابر بن زيد وغيرهما. ومن الفقهاء: الشافعي وغيره. قال: حدثنا أحمد بن محمد الخولاني (?) إجازة، حدثنا الطلمنكي (?) إجازة قال: حدثنا ابن عون [الله] (?) قال حدثنا ابن الأعرابي (?) قال: حدثنا سعدان بن نصر بن منصور المخرمي (?) قال حدثنا معاذ بن معاذ [191/أ] العنبري، حدثنا سليمان التميمي، عن عبد الله الداناج (?) قال: رأينا أبا بردة يصلي يوم العيد قبل الإمام. وبه إلى سليمان قال: رأيت أنس بن مالك والحسن بن أبي الحسن (?) ، وسعيد بن أبي الحسن، وجابر بن زيد يصلون قبل الإمام في العيد. فلو سكت هؤلاء الحمير عما لا يحسنون لكان أستر لعوارهم (?) وأخفى لعارهم. فإن قالوا: إن النبي صلى الله عليه وسلم [لم] يتنفل قبل الصلاة بالمصلى، قلنا لهم: صدقتم، لأنه كان الإمام عليه السلام، وكان إقباله وتكبريه للصلاة بلا مهلة. وهكذا نقول نحن: من أتى وهو الإمام فليكن إقباله وتكبيره للصلاة معاً. وما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التنفل يوم العيد بالمصلى، ولو كان مكروهاً لما أغفله حتى يبينه له غيره بالرأي الفاسد، بل قد حض عليه السلام على التنفل جملة، وهذا من التنفل ومن فعل الخير،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015