رسائل ابن حزم (صفحة 663)

لشاعر البلد، فوقع في نفسي الرَّغبة في الشعر، واشتغل فكري بذلك، وانصرفت إلى منزلي. فلما أخذت مضجعي من الليل أُريت كأني على باب دار فيقال لي: هذه دار الحسن بن هانئ، فكنت أقرع الباب فيخرج إلي الحسن فيفتح الباب وينظرني بعين حولاء ثم ينصرف. قال: فاستيقظت من ساعتي وقمت سحراً إلى المفسر فقصصتها عليه فقال: سيكون محلك من قول الشعر بمقدار ما كان يتحول إليك من عين الحسن. قال لي أبو محمد: مات أبو بكر ابن هذيل سنة خمس أو ست وثمانين وثلاثمائة، وهو ابن ست وثمانين، وكان قد بلغ من الأدب والشعر مبلغاً مشهوراً، ومن مستحسن شعره (?) : [من الكامل]

لم يرحلوا إلا وفوق رحالهم ... (?) غيمٌ حكى غبش الظلام المقبل

وعلت مطارفهم (?) مجاجات الندى ... فكأنما مطرت بدر مرسل

لما تحركت (?) الحمول تناثرت ... من فوقهم في الأرض تحت الأرجل (?) - 6 -

أخبرني أبو محمد علي بن أحمد قال (?) ، أخبرني أبو الحسن علي بن محمد بن أبي الحسين (?) قال، وجدت بخط أبي قال: أمرنا الحكم المستنصر بالله، رحمه الله، بمقابلة كتاب " العين " للخليل بن أحمد مع أبي علي إسماعيل بن القاسم البغداذي، وابني سيد (?) في دار الملك التي بقصر قرطبة: وأحضر من الكتاب نسخاً كثيرة في جملتها نسخة القاضي منذر بن سعيد التي رواها بمصر عن ابن ولاد. فمر لنا صور من الكتاب بالمقابلة. فدخل علينا الحكم في بعض الأيام فسألنا عن النسخ، فقلنا نحن: أما نسخة القاضي التي كتبها بخطه فهي أشد النسخ تصحيفاً وخطأ وتبديلا، فسألنا عما نذكره من ذلك فأنشدناه أبياتاً مكسورة وأسمعناه ألفاظاً مصحفة ولغات مبدلة، فعجب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015