قال أبو محمد رضي الله عنه: دخل بنو إسرائيل الأردن وفلسطين والغور مع يوشع بن نون مدبر أمرهم عليه السلام إثر موت موسى عليه السلام، ومع يوشع العازار ابن هارون عليه السلام صاحب السرادق بما فيه، وعنده التوراة لا عند أحد غيره بإقرارهم. فدبر يوشع عليه السلام أمرهم في استقامة، وألزمهم للدين إحدى وثلاثين سنة مذ مات موسى عليه السلام إلى أن مات يوشع.
ثم دبرهم فنحاس بن العازار ابن هارون، وهو صاحب السرادق والكوهن الأكبر، والتوراة عنده لا عند احد غيره خمساً وعشرين سنة في استقامة والتزام للدين، ثم مات وطائفة منهم عظيمة يزعمون أنه حي إلى اليوم وثلاثة أنفس إليه، وهم الياس النبي الهاروني عليه السلام، ولكيصيدق بن فالج بن عابر بن أرفخشاذ بن سام بن نوح عليه السلام، والعبد الذي بعثه إبراهيم عليه السلام ليزوج إسحاق عليه السلام رفقة بنت بتوئيل بن ناخور أخي إبراهيم عليه السلام. فلما انقضت المدة المذكورة لفنحاس بن العازار كفر بنو إسرائيل وارتدوا كلهم وعبدوا الأوثان علانية، فملكهم كذلك ملك صور وصيدا مدة ثمانية أعوام على الكفر.
ثم دبر أمرهم عثنيال (?) بن قناز بن أخي كالب بن يفنة بن يهوذا أربعين سنة على الإيمان، ثم مات، فكفر بنو إسرائيل كلهم وارتدوا وعبدوا الأوثان علانية، فملكهم كذلك عجلون ملك بني موآب ثمان عشرة سنة على الكفر.
ثم دبر أمرهم أهود بن قارا (?) ، قيل إنه من سبط أفرايم، وقيل من سبط بنيامين. واختلف أيضاً في مدة رياسته، فقيل ثمانون سنة، وقيل خمس وخمسون سنة، على الإيمان إلى أن مات.