وهكذا لابد لأهل السنة من أن يتميّزوا من هذا المجتمع الجاهلي، ولست أعني أنه كافر، ولكن لابد لهم من بيان أحوال الفسقة الذين يلبسون الحق بالباطل، ويفتن بهم المجتمع فيظن أنّهم من أهل العلم، وهم مفتونون فاتنون، وإليك بعض الأدلة على جواز جرح من يستحق الجرح:

1 - عن أنس رضى الله عنه عن النبيصلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ((إنّ الله حجب التّوبة عن كلّ صاحب بدعة حتّى يدع بدعته)). رواه ابن أبي عاصم.

في هذا الحديث جرح أصحاب البدع.

2 - عن سلمة بن عمرو بن الأكوع رضي الله عنه أن رجلاً أكل عند رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بشماله فقال: ((كلْ بيمينك)) قال: لا أسْتطيع. قال: ((لا استطعت ما منعه إلاّ الكبر)) قال: فما رفعها إلى فيه. رواه مسلم.

3 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قضى في امرأتين من هذيل اقتتلتا، فرمت إحداهما الأخرى بحجر فأصاب بطنها وهي حامل، فقتلت ولدها الّذي في بطنها، فاختصموا إلى النّبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقضى أنّ دية ما في بطنها غرّة عبد أو أمة، فقال وليّ المرأة الّتي غرمت: كيف أغرم يا رسول الله من لا شرب ولا أكل، ولا نطق ولا استهلّ، فمثل ذلك يطلّ، فقال النّبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((إنّما هذا من إخوان الكهّان)). متفق عليه. زاد مسلم: من أجْل سجعه الّذى سجع.

4 - عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أنّ امرأةً قتلت ضرّتها بعمود فسطاط، فأتي فيه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقضى على عاقلتها بالدّية وكانت حاملاً، فقضى في الجنين بغرّة، فقال بعض عصبتها: أندي من لا طعم ولا شرب ولا صاح فاستهلّ، ومثل ذلك يطلّ، قال: فقال: سجع كسجع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015