المعتزلة، سمعته يستدل على دفع حديث السحر بقول الله عز وجل: إذ يقول الظّالمون إن تتّبعون إلاّ رجلاً مسحورًا (?).
وقوله تعالى: وقال الظّالمون إن تتّبعون إلاّ رجلاً مسحورًا (?).
قال: فلو قلنا بصحة الحديث لوافقنا المشركين في هذه الدعوى.
قال أبوعبد الرحمن: وليست هذه بأول انْهزامية للمعاصرين أمام أهل الباطل، وما أكثر المعجزات التي أنكروها، لأن عقول أعداء الإسلام لا تتقبّلها، وما أكثر الأحكام التي حرّفوها أو ردوها، لأنّها لا تتمشى مع ما عليه المجتمع، وما أوتي هذا القائل المسكين إلا من قبل نفسه، إذ قد نبذ المسكين كلام الصحابة، وكلام أهل التفسير، وكلام الفقهاء، وكلام المحدثين، وزعم أنه يعتمد على نفسه وهو جاهل باللغة العربية وبغيرها من الوسائل، ولسنا ندعوه إلى تقليد هؤلاء الأئمة رحمهم الله، ولكن إلى الاستفادة من فهمهم، وإلا فالتقليد في الدين محرم، وقد ذكرت جملة من الأدلة في كتابي المخرج من الفتنة وأنا ذاكر لك كلام بعض المفسرين حول هذه الآية:
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله (ج3 ص310) في الكلام على قول الله عز وجل: وقال الظّالمون إن تتّبعون إلاّ رجلاً مسحورًا قال الله تعالى: انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلّوا أي: جاءوا بما يقذفونك به، ويكذبون به عليك من قولهم: ساحر، مسحور، مجنون، كذّاب، شاعر،