18 - ثناؤه على محمد عبده وفتنته به:
فتن محمد رشيد رضا بمحمد عبده، حتى أنكر عليه يوسف النبهاني فقال:
فذاكرته في شيخه وهو عبده ... تملكه الشيطان عن قومه قسرًا
فقلت له لو كابن سيناء زعمتم ... وعالم فاراب وأرفعهم قدرًا
لقلنا لكم: حقًا وإن كان باطلاً ... ولم نر من هذا على ديننا ضرًا
ولكنكم مع تركه الحج مرة ... وحج لباريز وللندن عشرًا
ومع تركه فرض الصلاة ولم يكن ... يسر بذا بل كان يتركها جهرًا
ومع كونه شيخ المسون مجاهرًا ... بذلك لا يخفي إخوتهم سرًا
ومع غير هذا من ضلالاته التي تقولون: أستاذ إمام لديننا ... بها سار مثل السهم للجهة الأخرى
ونحن نراه عندنا شر فاسق ... فما أكذب الدعوى وما أقبح الأمرا
فيقتل فسقًا بالشريعة أو كفرًا
قال أبوعبد الرحمن: ابن سيناء والفارابي ملحدان، ويوسف النبهاني مخرّف، ولا مانع من قبول الحق ممن كان.
وأما كون شخص هداه الله للسنة على يدي محمد رشيد رضا، فهو يرى أنه لزامًا عليه أن يدافع عنه، فهذا أمر عجيب، فما أكثر الناس الذين هداهم الله على أيدي جماعة التبليغ ثم تحولوا إلى السنة، ثم أصبحوا بحمد الله يحذّرون من بدع جماعة التبليغ.
ومن الناس من يهديه الله للإسلام على أيدي الصوفية، ثم يرى هزة الرءوس عند الذكر، ويلتمس طريقة أهل السنة التي هي الطريق القويم، ومن الناس من يكون قد هداه الله على أيدي بعض الإخوان المسلمين، فتدعوه