الكهنوت والطبقة الدينية الممتازة - في ذلك فريقان، فريق يحارب هذه الطبقة حربًا شعواء وَيُكَفِّرُهَا ويبتعد عنها، ويعرض عن تتبع أسباب هذا الاتجاه اللاديني، وعن ثقافتها، ولا يعني بإصلاح الأحوال وتغيير هذا الاتجاه المعارض والمحاربة للإسلام بالاختلاط بها وإزالة الوحشة والنفور عن الدين وعن رجال الدين، وتشجيع ما عندها من خير وذرة إيمان وتغذيتها بالأدب الإسلامي الصالح المؤثر، وبالزهد فيما عنده من حياة أو مال وقوة وسلطان، وتقديم النصح الخالص والتوجيه الحكيم.
وفريق يتعاون معها ويساهم في المنافع والخيرات وينتفع بها في دنياه من غير أن ينفعها في دينها، فلا دعوة ولا عقيدة ولا غيرة على الدين، ولا حرص على الإصلاح، ولا رسالة لها في القرب والتعاون.
والفريق الثالث الذي يتألم بهذا الوضع ويتوجع له ويعترف بأن هذه الطبقة مريضة صالحة للتدواي مستعدة للشفاء ويتقدم إليها بالدعوة الرفيقة والرسالة الحكيمة والنصيحة الخالصة يكاد يكون مفقودًا، فلا صلة لهذه الطبقة بالدين وبالجو الديني تعيش في عزلة عنه وفي وحشة منه، ولا تزال إلا بُعْدًا عن الدين وازدراء بكل ما يتصل به ويزيدها