إن العالم الإسلامي في حاجة إلى منظمات علمية تهدف إلى انتاج الأدب الإسلامي القوي الجديد الذي يعيد الشباب المثقف إلى الإسلام بمعناه الواسع من جديد ويحررهم من رق الفلسفات الغربية التي آمن بها كثير منهم بوعي ودراسة وأكثرهم بتقليد وتسليم، ويقيم في عقولهم أسس الإسلام من جديد، ويغذي عقولهم وقلوبهم، إنه في حاجة إلى رجال في كل ناحية من نواحي عالم الإسلام عاكفين على هذا الجهاد.
إنني لم أكن في فترة من فترات حياتي ممن يقول بفصل الدين عن السياسة وممن يفسر الدين تفسيرًا لا يتصادم مع وضع - مهما انحرف وشذ عن الإسلام - وينسجم مع كل مجتمع، ولا ممن يعتبر السياسة «الشجرة الملعونة في القرآن» بل أنا في مقدمة من يدعو إلى إيجاد الوعي السياسي الصحيح في الشعوب الإسلامية وإيجاد القيادة الصالحة، وممن يعتقد أن المجتمع الديني لا يقوم إلا بالملك الديني الصحيح والحكم الصالح المؤسس على أسس الإسلام ولا أزال أدعو إلى ذلك حتى ألقى الله، إنما المسألة مسألة ترتيب وتقديم وتأخير وما تقتضيه حكمة الدين وفقهه، وما تفرضه الأوضاع.