9- وعن ابن عباس رضى الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إلى معاوية ليكتب له فقال: إنه يأكل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا أشبع الله بطنه"، زاد البيهقى فى الدلائل: فما شبع بطنه أبداً" (?) .

... فما ورد هنا فى حديث أنس من قوله: "لقد كبرت لا كبر سنك" وفى حديث ابن عباس "لا أشبع الله بطنه" الظاهر من هذا الدعاء، أنه وقع منه صلى الله عليه وسلم، بغير قصد ولا نية، بل هو مما جرت به عادة العرب فى وصل كلامها بلا نية؛ ومع ذلك أشفق نبى الرحمة من موافقة أمثالها إجابة، فعاهد ربه، كما فى روايات الحديث، أن يجعل ذلك للمقول له زكاة، ورحمة، وقربة، وهذا إنما يقع منه صلى الله عليه وسلم، فى النادر الشاذ من الزمان.

... وفيما سبق، فيه الكفاية للدلالة على ترجيح الوجه الثالث، فى معنى حديثنا كما أن فى كل ما سبق رد على استغلال بعض الفرق وأشياعهم حديث ابن عباس السابق للطعن فى معاوية رضى الله عنه (?) .

... وليس فى الحديث ما يساعدهم على ذلك؛ كيف وفى الحديث أنه كان كاتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015