الاطلاع على محاسن أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم، الباطنة، فقد تزوج صلى الله عليه وسلم أم حبيبة بنت أبى سفيان (?) وأبوها إذ ذاك يعاديه، وصفية بنت حى بن أخطب، بعد قتل أبيها وعمها وزوجها.

فلو لم يكن صلى الله عليه وسلم، اكمل الخلق فى خلقه لنفرن منه! بل الذى وقع أنه كان أحب إليهن من جميع أهلهن (?) .

قلت: وفيما سبق من حكم كثرة أزواجه وغيرها، تأكيد لعصمته صلى الله عليه وسلم فى سلوكه وهديه مع أزواجه الأطهار. لأنه إذا كان ما يقع مع الزوجة، مما شأنه أن يختفى مثله عن الناس، لما فيه من نقص فى قول أو عمل، فهذا بخلاف سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لعصمة الله عز وجل له، فقوله وعمله مع أهل بيته كله كمال، ومما تقتضى به الأمة. وإليك بيان ذلك فى حديثنا.

ثانياً: لا وجه على ما سبق لإنكار أعداء السنة، لما ينقل من أحوال رسول الله صلى الله عليه وسلم، مع أهل بيته، وزعمهم أن فى ذلك تشويه لشخصيته وسيرته العطرة، لأن فى ذلك المنقول، بيان لعصمته، وعظمة شخصيته، ومحاسن أخلاقه الباطنة مع أهل بيته، وهذا ما دل عليه حديثنا، حيث فيه البيان العملى منه صلى الله عليه وسلم، لما حث عليه قولاً.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015