.. وبعد أن فرغت من تعريف الاجتهاد، وحكمته فى حق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد حان الوقت لبيان دلائل عصمته صلى الله عليه وسلم فى اجتهاده، فإلى بيان ذلك فى المبحث التالى.
من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية
... اجتهاد رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الشريعة الإسلامية، جوازه وعدمه فى حقه، موضوع قديم أعطاه العلماء حقه فى البحث، وجمهور المحققين من العلماء؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اجتهد فعلاً (?) . واجتهاده صلى الله عليه وسلم فى الدين والدنيا، إن وافق مراد الله تعالى، فالأمر كما أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن كان الأمر يحتاج إلى تصحيح أو توضيح أوحى الله تعالى إلى نبيه صلى الله عليه وسلم بذلك.
... قال الإمام الشاطبى: "فاعلم أن النبى صلى الله عليه وسلم مؤيد بالعصمة، معضود بالمعجزة الدالة على صدق ما قال وصحة ما بين، وأنت ترى الاجتهاد الصادر منه معصوماً بلا خلاف، إما بأنه لا يخطئ البتة، وإما بأنه لا يقر على خطأ إن فرض، فما ظنك بغير ذلك؟ " (?) والأدلة على عصمة رسول الله صلى الله عليه وسلم فى اجتهاده كثيرة يشهد بها كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وإجماع الأمة.