فمن المتهم إذن: باتهام رسول الله صلى الله عليه وسلم، بأنه فرط فى تبليغ رسالته؟ من يؤمن بأن من مهمته فى رسالته البيان أم من ينكر ذلك؟!.
إن إنكار أعداء السنة المطهرة، لهذه المهمة، بحجة أن المولى عز وجل تكفل بهذا البيان والتفصيل فى قوله: {ثم إن علينا بيانه} (?) وقوله سبحانه: {وهو الذى أنزل إليكم الكتاب مفصلاً} (?) وقوله: {ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شئ} (?) لا حجة لهم فى ذلك لما يلى:
أ- أن مجئ لفظ البيان فى جانب الله تعالى: {ثم إن علينا بيانه} ، ومجئ لفظ "التبيين" فى جانب رسول الله، {لتبين للناس ما نزل إليهم} لا يفسر بأنه تنويع فى اللفظ، أو تفنن فى العبارة، وإنما هو قصد مقصود، وراءه دلالات يبحث عنها وهى: أن "بيان" الله للقرآن إنما هو لنبيه صلى الله عليه وسلم، ومصدره هو الله تعالى، ومستقبله رسول الله صلى الله عليه وسلم، وطريقه: الوحي فى صورة ما من صورة. أما "التبيين" فهو من رسول الله للناس، ومصدره رسول الله، ومستقبله المخاطبون بهذا القرآن، وطريقه إنما هو "اللغة" وليس "الوحي".