.. ومن ذلك ما روى عندما أبطأ جبريل عليه السلام، فى النزول على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم نزل (?) فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم، يا جبريل! ما يمنعك أن تزورنا أكثر مما تزرنا؟ فنزلت: {وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك وما كان ربك نسيا} (?) ومن ذلك أيضاً، فترة الوحي فى قصة الإفك، على ما سبق شرحه فى عصمته صلى الله عليه وسلم فى تبليغ الوحي (?) .

سابعاً: النبوة ليست أمراً كسبياً يناله المرء بسعيه وكسبه، ولا تخضع لجهد فكرى، أو ترقى روحى وأخلاقى، ولا تنال بالقيم الدنيوية، ولا الاعتبارات المادية، فليست باباً مفتوحاً يلج من خلاله من سمت نفسه، أو عظم إشراقه، بل هى اصطفاء إلهى يختص به من يشاء من عباده. قال تعالى: {الله أعلم حيث يجعل رسالته} (?) وقال سبحانه: {والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم} (?) وقد حكى الله عن المشركين عندما قالوا: {وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم} (?) أجابهم رب العزة بقوله: {أهم يقسمون رحمة ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم فى الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضاً سخرياً ورحمة ربك خير مما يجمعون} (?) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015