إحداها: الرؤيا الصادقة، وكانت مبدأ وحيه صلى الله عليه وسلم، فعن عائشة رضى الله عنها قالت: أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة فى النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح – الحديث (?) وواضح من قولها رضى الله عنها: "أول ما بدئ به … من الوحي الرؤيا الصالحة" أن الرؤيا الصالحة، كيفية من كيفيات الوحي، وقد جاء ذلك مصرحاً به، عن ابن عباس رضى الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رؤيا الأنبياء وحى" (?) .
... ويبدوا هذا واضحاً فى رؤيا سيدنا إبراهيم عليه السلام فى المنام ذبح ولده إسماعيل عليه السلام، قال تعالى: {قال يا بنى إنى أرى فى المنام أنى أذبحك فانظر ماذا ترى} (?) .
... وتجده أيضاً فى رؤيا سيدنا يوسف عليه السلام، والتى تحققت بعد سنوات، قال تعالى: {إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إنى رأيت أحد عشر كوكباً والشمس والقمر رأيتهم لى ساجدين} (?) وتحققها قصة القرآن الكريم فى قوله عز وجل: {ورفع أبويه على العرش وخروا له سجداً وقال يا أبت هذا تأويل رؤياى من قبل قد جعلها ربى حقاً} (?) .