.. أما ما روى فى أسباب نزول آيات بحثنا، من مشاورة رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه فى أمر أسرى بدر، واختياره صلى الله عليه وسلم لرأى أبى بكر ومن معه القائلين بقبول الفداء، من الأسرى تقوية لجيش المسلمين على الكفار بالفداء، ورجاء أن يهديهم الله تعالى للإسلام أو أن يخرج من أصلابهم بعد وقعة بدر من يؤمن بالله، ويهتدى بهداه، ثم بكاءه صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبى بكر شفقة لأجل ما عرض عليه صلى الله عليه وسلم من عذاب أصحابه لأخذهم الفداء، ونزول الآيات بذلك (?) فليس فى ذلك ما يفيد أصلاً بأن النبى صلى الله عليه وسلم أشار بأخذ الفداء، وإنما شاور أصحابه، فأشارت الكثرة منهم بأخذ الفداء، وهم الذين عوتبوا بقوله تعالى: {تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة} (?) فلما خرج إليهم بعد المشاورة قال لهم: {أنتم عالة، فلا يبقين أحد إلا بفداء أو ضربة عنق} (?) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015