وقد علق أبو حيان (?) - رحمه الله تعالى فى البحر، على هذا المسلك من التفكير والتعبير فقال: "وكلام الزمخشرى فى تفسير قوله {عفا الله عنك لم أذنت لهم} مما يجب إطراحه، فضلاً عن أن يذكر فيرد عليه" (?) قال الألوسى (?) : "وكم لهذه السقطة فى الكشاف من نظائر" (?) .

ما كان لنبى أن يكون له أسرى حتى يثخن فى الأرض

وأما قوله تعالى: فى أسارى بدر: {ما كان لنبى أن يكون له أسرى حتى يثخن فى الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم} (?) فليس فى هذه الآية الكريمة وما بعدها إلزام ذنب لرسول الله صلى الله عليه وسلم، لتصديرها بجملة "ما كان لنبى" وهذا الأسلوب المكون من "كان" المنفية بـ "ما" الآتى بعدها لام الجحود، تأكيداً لتقوية النفى فيها قد ورد فى القرآن الكريم، وكلام العرب على وجهين، كما قال المفسرون، وأهل المعانى (?) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015