فهذا الحديث ليس فيه ذكر لتسلط الشيطان عليه صلى الله عليه وسلم، ولا وسوسته له، ولا يصح الطعن فى عصمة النبى صلى الله عليه وسلم بمقتضى ظاهر هذا الحديث، لأنه صلى الله عليه وسلم بين على من تسلط الشيطان بقوله صلى الله عليه وسلم: "إن الشيطان أتى بلالاً، وهو قائم يصلى، فأضجعه، فلم يزل يهدئه (?) كما يهدأ الصبى حتى نام" (?) ، فظهر من ذلك أن تسلط الشيطان فى ذلك الوادى، إنما كان على بلال الموكل بمراقبة طلوع الفجر ليوقظهم، كما جاء فى حديث أبى هريرة السابق، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قفل من غزوة خيبر، سار ليلة، حتى إذا أدركه الكرى (?) عرس (?) وقال لبلال: "اكلأ (?) لنا الليل" فصلى بلال ما قدر له، ونام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه. فلما تقارب الفجر، استند بلال إلى راحلته مواجهة الفجر، فغلبت بلالاً عيناه، وهو مستند إلى راحلته. فلم يستيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا بلال، ولا أحد من أصحابه، حتى ضربتهم الشمس، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أولهم استيقاظاً" (?) .