.. أما السهو فى الأفعال البلاغية، فغير مناقض لها ولا قادح فى النبوة، بل غلطات الفعل، وغفلات القلب من سمات البشر، كما قال صلى الله عليه وسلم: "إنما أنا بشر مثلكم، أنسى كما تنسون، فإذا نسيت فذكرونى" (?) وحالة النسيان والسهو هنا – فى الأفعال البلاغية – فى حقه صلى الله عليه وسلم سبب إفادة علم، وتقرير شرع، كما قال صلى الله عليه وسلم: "إنى لأَنسْىَ، أو أُنسَىَ لأَسُن" (?) أى: إنما أدفع إلى النسيان لسوق الناس بالهداية إلى طريق مستقيم، وأبين لهم ما يحتاجون أن يفعلوا إذا عرض لهم النسيان (?) .

... وهذه الحالة زيادة له فى التبليغ، وتمام عليه فى النعمة، بعيدة عن سمات النقص، وأغراض الطعن، فإن القائلين بتجويز ذلك يشترطون أن الرسل لا تقر على السهو والغلط، بل ينبهون عليه، ويعرفون حكمه بالفور على قول بعضهم وهو الصحيح، وقبل انقراضهم على قول الآخرين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015