وإذا صح تسمية العصمة "وضعاً" فى قوله تعالى: {ووضعنا عنك وزرك} (?) مجازاً، صحح أيضاً إطلاق المغفرة كناية عن العصمة فى قوله تعالى: {ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر} (?) إذ الغفر الستر والغطاء (?) والمعنى فى الآية: ليعصمك الله فيما تقدم من عمرك، وفيما أخر منه.
قال الإمام السيوطى (?) : "وهذا القول فى غاية الحسن، وقد عد البلغاء من أساليب البلاغة فى القرآن؛ أنه يكنى عن التخفيفات بلفظ المغفرة، والعفو، والتوبة، كقوله تعالى عند نسخ قيام الليل: {علم أن لن تحصوه فتاب عليكم فاقرءُوا ما تيسر من القرآن} (?) وعند نسخ تقديم الصدقة بين يدى النجوى قال سبحانه: {فإذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم} (?) وعند نسخ تحريم الجماع ليلة الصيام قال عز وجل: {فتاب عليكم وعفا عنكم} (?) .