إنّ هذه الأقوال من كاتب الموسوعة مجانبة للصواب بعيدة عن العلمية، والمسلم الذي يطوف بالكعبة أو يستلم الحجر يعتقد اعتقاداً جازماً، أنها جميعاً أحجار لا تضر ولا تنفع وأننا نطوف ونقبّل الحجر؛ إتباعاً للرسول صلى الله عليه وسلم الذي جاء حرباً على الوثنية.

وعبادةُ الحج بكل مناسكها تدعو إلى التوحيد.

إن العبادات في الإسلام ذات مقصد عظيم هو الامتثال لله وطاعته فيما أمر، الحجُّ من أكثر العبادات الإسلامية اشتمالاً على الأمور التعبدية التي لا تُعْرف حكمتُها التفصيلية على وجه التأكيد، إنّ الآية الكريمة تعلّل هذه العبادة بقولها: {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ} [الحج:28] .

وعبارة "منافع لهم" مختصرة موجزة تحتها تفصيل يمكننا جعله في نقاط:

أولاً: أنّ للحج آثاراً في النفس والضمير فيعود المسلم أصفى قلباً وأطهر مسلكاً وأقوى عزيمة على الخير.. وكلما كان حجه مبروراً خالصاً لله كان أثره في حياته يقيناً لا ريب فيه، بل إنّ هذه الشحنة الروحية العاصفة.. تعيده كأنما هو مولود جديد.. (?) .

ثانياً: أنّ الحج فيه توسيعٌ لأفق المسلم الثقافي، كما أن فيه درْبة له على تحمّل المشاق وتربية المسلم على احتمال الشدائد والصبر على المكاره ومواجهة المصاعب.

ثالثاً: في الحج جانب مادي هو تبادل المنافع التجارية على نطاق واسع بين المسلمين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015