كذلك ثبت عن عمر رضي الله عنه قال:

"بينما نحن جلوس عند رسول الله إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر، لا يُرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد.. (?) فذكر القصة وفيها أنّ جبريل سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم موجِّها ومعلِّماً صحابته عن أركان الإسلام، وأركان الإيمان، والإحسان، وعن بعض أمور الدين.

ولقد سأله عن الإسلام فأجابه: "أن تشهد أن لا إله إلا الله وأنّ محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت".

ولا فرق بين أن تأتي أركانُ الإسلام في القرآن أو أن تأتي في السنة النبوية التي هي وحيٌ من الله.

إنّ اجتماع هذه الأركان في حديث عمر رضي الله عنه دفع كاتب الموسوعة إلى الزعم بأن مفهوم أركان الإسلام برز وترسّخ بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ اعتماداً منه على أن الأحاديث المنسوبة إلى المصطفى صلى الله عليه وسلم إنما هي من وضع الصحابة رضوان الله عليهم، والحق أنّ دعوى تطور مفهوم أركان الإسلام وترسيخه بعد النبي صلى الله عليه وسلم لا تستند إلى دليل ولا برهان أو سنة أو استحسان، وإنّما هي تقليد لآراء المستشرقين "جولد تسيهر" الذي قال في كتابه [العقيدة والشريعة في الإسلام] : "إنّ القسم الأكبر من الحديث ليس إلا نتيجة للتطور الديني والسياسي والاجتماعي للإسلام في القرنين الأول والثاني" (?) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015