الفصل الثامن
الإسلام رفع مكانة الإنسان
ينبغي أن ننظر هنا في العقائد التي اعتقدها الناس قبل الإسلام لدى مؤسسي الديانات الكبرى في العالم.
كان اليهود يعتقدون في أن كلا من يعقوب وداود وعزير عليهم السلام أبناء الله أو أن الواحد منهم هو ابنه الأول، واعتقد النصارى في أن عيسى عليه السلام ابن الله المحبوب والقادر المطلق وثالث أقانيم الألوهية واعتقد الهنادك في 33 إلها (?). وهي تسمى ((أوتار)) على معنى أن الله ((يرميشور)) بنفسه قد تقمص الجسم المادي وظهر في صورة مادية، وجاء في ((مها بهارت)) عن ((كرشن مهاراج)) أنه بذاته خالق العالم وأهله، واعتقد المجوس أن زرادشت كان من عالم الملكوت، واعتقد البوذيون أن بوذا هو الذات المقدسة، وادعى أتباع ((سناتن دهرم)) من الهنادكة أن الباندو الخمسة كانوا أبناء الكواكب النورية وادعى التتار أن أبناء السيدة آلنقوا كانوا أبناء النور، ويبدو أن هؤلاء رأوا وجوب التمادي في مدح وتكريم أجدادهم وأسلافهم.
ولكن الحقيقة أن العقيدة المذكورة تجعل مكانة الإنسانية أقل وأحط من أن يوجد فيها أمثال يعقوب وداود وعيسى كرشن ورام جندر وزرادشت وبوذا، بل هذه المنزلة العالية التي أوجدوها إنما هي لأشخاص ليسوا بشرا في الحقيقة.
وعلى المنصف من أتباع الديانات المذكورة أن يفكر كيف أهانوا الإنسانية وحطوا من