رحمه للعالمين (صفحة 955)

فهل تبقى حاجة لاتخاذ غير الله وليا ونصيرا؟ وهل يعقل أن يملك أحد غيره القلوب؟ كلا، يقول تعالى: {قل أغير الله أبغي ربا وهو رب كل شيء} (الأنعام: 164).

وقال: {ولا تدع مع الله إلها آخر لا إله إلا هو كل شيء هالك إلا وجهه} (القصص:

88).

والذين يدعون غير الله، سواء دعوا من الأنبياء عيسى وعزيرا عليهم السلام وغيرهما من الصالحين، أو دعوا الآلهة الخيالية أخبروا من عند الله ما يخبر بينه تعالى وبين غيره.

والنصراني الذي يؤمن بأن المسيح أخذ وصلب ودفن قامت عليه حجة الله بأنه لا يكون إلها.

والمسلمون الذين يؤمنون بأن الحسين عليه السلام استشهد في كربلا جائعا عطشان وأهين جسده، قامت عليهم حجة الله تعالى بأن مثل هذا الشخص لا يكون معبودا.

و (كرشن مهاراج) الذي رأى بعينيه عاصمته تنهب وتخرب، وقد أهلك نفسه بإلقائها في الثلج حزنا على ذلك، لن يكون معبودا أبدا.

وسدهارت كوتم الذي عرف ب ((بوذا)) أي اليقظان، وأحرقت جثته في سهول نيبال بموضع (كسن آراء) وقسم رماده إلى ثمانية مواضع، وبنى في كل منها معبد، لن يكون معبودا مقدسا (?).

ورسو لنا محمد (ص)، الذي بقي مريضا من 28 صفر سنة 11 إلى 13 ربيع الأول، وتوفي عشية ذلك اليوم، ودفن في القبر في 14 منه بعد المغرب، والذي وصف بإمام الأنبياء وسيد المرسلين، لن يكون معبودا ومسجودا، والحاصل أن الآية المذكورة بمعانيها قد أحكمت التوحيد إحكاما.

والفناء يتضمن الرغبة وتعظيم الأوامر والنواهي والتصفية والتهذيب والاستقامة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015