حياته وآثاره
بقلم المترجم
•---------------------------------•
ولد العلامة القاضي محمد سليمان المنصوربوري سنة 1284هـ / 1867م في بلدة منصوربور (بنجاب الهند) التي كانت آنذاك من المراكز التاريخية في رئاسة بتيالة، ويطلق عليها اليوم اسم "تشينتانوالة" نشأ العلامة الجليل في أسرة عمله بالقضاء منذ القديم، وأدت واجب الدعوة الإسلامية، فقد عمل جده الأكبر بير محمد بالقضاء في دهلي في عهد سلاطين المغول، وهكذا أطلق على الأسرة لقب " قاضي "، ولا يزال خاتم القضاء الخاص بجده سابق الذكر محفوظا لدى الأسرة حتى اليوم (?)، وقد ولي جده لأبيه قاضي معز الدين القضاء من بعد بير محمد، أما جده قاضي باقي بالله فقد عمل بتبليغ الدين وراح يكسب عيشه من الزراعة، وعرف في المنطقة كلها بورعه وتقواه والتفاف تلامذته من حوله. أما والد شيخنا الجليل قاضي أحمد شاه بن قاضي باقي بالله فقد عمل موظفا في ديوان المالية برئاسة بتيالة، وهو الذي استقبل سيد أحمد خان، حين ذهب لجمع التبرعات لبناء جامعة عليكره الإسلامية، وكان والد شيخنا الجليل عالما يعمل بعلمه، يقيم ليله في العبادة، ويقضي نهاره في العمل، أدى فريضة الحج مرة بعد مرة (عام 1313 هـ وعام 1324 هـ، وانتقل من بلدة منصوربور إلى العاصمة بتيالة (على بعد 23 ميلا) وتوفي بها، وقام شيخنا الجليل العلامة القاضي محمد سليمان المنصوربوري فأهدى معظم مؤلفاته إلى أبيه (?).
اهتم الأب بتربية ولديه قاضي محمد سليمان، وقاضي عبد الرحمن تربية دينية، وكانت الأمم أحيانا ترفض أن ترضع ابنيها حتى تتوضأ، فقد كانت سيدة تقية ورعة تقضي معظم أوقاتها في عبادة الله.