رحمه للعالمين (صفحة 791)

جنبه، فلما هيئ له المنبر حن الجذع حتى سمع صوته، كما ورد في رواية النسائي (?) والصحيحين وغيرها (?).

وكاتب السطور يقول: إن المراد بإحياء الموتى إعادة الحياة إلى أجسام الموتى، التي كانت موجودة فيها قبل. أما بكاء النخل فإنه أعجب، لأنه عبارة عن حدوث صفة إنسانية في جسم نباتي، وليست هذه الصفة عبارة عن مجرد البكاء والارتعاد والارتعاش بل فيها إحساس وشعور بفراق الحبيب وفقدان الشرف، حتى كأن لونا من العشق والحب دخل في هذا الجذع.

وكان الحسن البصري (ت 110 هـ) يذكر هذا الواقع فيقول: أيها الناس، هذه حالة جذع في فراق الرسول، فانظروا إلى أحوالكم.

ولنتذكر أن النبي (ص) أمر بدفن هذه النخلة لأنها صارت مظهرا للصفات الإنسانية.

وهذه النكتة تقوي دليل الإمام الشافعي أكثر.

التأثير على الحيوان

1 - ورد في صحيح مسلم عن جابر قال: غزوت مع رسول الله (ص)، فتلاحق بي النبي (ص) وتحتي ناضح لي قد أعيا، فقال لي:

((ما لبعيرك؟)) قلت: عليل، فتخلف رسول الله (ص) فزجره ودعا له، فما زال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015