وهو محمد المكي والمدني الأمي الهاشمي القرشي الكناني العدناني، فخر إسماعيل ذبيح الله، ودعاء إبراهيم خليل الله، وبشارة عيسى عليه السلام)).
وقد وجبت طاعته على العالمين جميعا إلى الأبد، وهي فرض عين، وهذا الأمر يعد مما اختص به النبي (ص).
{رسولا منكم} (البقرة: 151)
المخاطب في ((منكم)) هم قريش مكة الذين كان العرب كلهم يعترفون لهم بالطاعة والولاء، وهم أيضا جميع البشر.
ولهذا فالجدير بالملاحظة هنا هو روعة وفائدة قوله تعالى ((منكم)).
فمن المعروف أن الأمم الشهيرة قبل النبي (ص) كانت قد أنزلت أئمتهم فوق منزلة البشر.
فعند الهنادكة ما يقرب من اثنين وثلاثين مصطلحا يلقبونهم بالأوتار ومعنى هذا اللقب أن الإله قد أتى في قالب هذا المصلح أي أنه اتخذ لنفسه شكلا ماديا فتلبس بلباس المخلوق سواء كان إنسانا أو أسدا أو خنزيرا أو سلحفاة أو غير ذلك، ومن ثم يبين عن مظاهر قدرته الإلهية.
والنصارى أيضا أنزلوا المسيح منزلة الإله في شكل الإنسان.
وأهل التبت وضعوا ((دلائي لاما)) في منزلة الخالق.
وأهل إنجلترا جعلوا من كرسي الملك آرثر وسيلة لمعرفة المذنب من غير المذنب.
وجعل أهل النرويج من الصنم المعروف باسم دودين إلها لأوربا.
والتتار جعلوا من أبناء السيدة ((النقوا)) مجهولي النسب أبناء النور.
ونساء مصر حين شاهدن جمال يوسف أنكرن بشريته واعتبرنه ملكا {ما هذا
بشرا إن هذا إلا ملك كريم} (?).