رحمه للعالمين (صفحة 642)

10 - إن نظام حساب السنة في الإسلام يجري على حساب القمر ولتطبيق هذا الحساب مع حساب الشمس لم يختر الإسلام (الأشهر الكبيسة) ولما كان الإسلام دين الفطرة كان لابد أن يختار النبي - صلى الله عليه وسلم - من الحساب ما يوافق الفطرة السليمة والمصلحة الدينية. إن المساواة ميزة بارزة من ميزات الإسلام ومن ميزاته أن هذه المساواة شاملة عامة. ولصيانة هذه الميزات شاء الإسلام أن تقع الأشهر الإسلامية في فصول مختلفة متغيرة ولا يغلق باب تقلب الأيام بزيادة الكبيسة. فتدبروا قليلا شهر رمضان الذي هو شهر الصوم الركن الرابع من أركان الإسلام، لو أن النبي - صلى الله عليه وسلم - عين شهرا شمسيا للصيام أو أقر بالكبيسة في حساب القمر فماذا كانت النتيجة؟ إن الشهر المحدد من قبل النبي - صلى الله عليه وسلم - صيفا كان أو شتاء، كان يستلزم منه أن يكون المسلمون في يسر دائم في نصف العالم وفي عسر دائم في النصف الآخر. فإن الخبير بالجغرافيا لا يخفى عليه أن شهر ديسمبر الذي هو شهر بارد وأقصر الشهور يوما في شمال العالم هو شهر حار وأطول الشهور يوما في جنوب العالم في الوقت ذاته. فكان من مقتضيات مساواة الإسلام الشاملة أن تكون السنة الإسلاميه بحساب القمر ولا تعطل حركاته بزيادة الكبيسة التي هي من اختراع البشر.

{ولله الحجة البالغة} (*)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015