الحق، ولم يزل يتنقل من الشام إلى العراق، ومن العراق إلى الحجاز، والآن جعل من روحه وقلبه فداء للنبي - صلى الله عليه وسلم - وإذا سأله أحد عن اسم أبيه قال: سلمان بن إسلام بن إسلام ابن إسلام سبعين مرة.
ويوجد بحضرته خالد بن الوليد الذي أبلى البلاء الحسن في تأييد الوثنية، ونصرة الأصنام وهزم الجيش الإسلامي يوم أحد، وكان ينبغي أن يزيده الفتح والغلبة كبرا ورعونة، لكن تواضع النبي - صلى الله عليه وسلم - رحمة للعالمين، فتح قلب هذا الفاتح، فيلجأ إليه بنفسه، ويطلب منه أن يهدم اللات والعزى.
ويقدم إلى حضرته كتاب ملك الحبشة يريد أن يتنازل عن سلطنته ويحضر إليه.
ويوجد أيضا ذو البجادين الذي فارق أهله وبيته وعليه كساء من صوف، وقميص مخيط من أشواك السمرة يبدو من فرط شوقه وسروره أنه أعظم من أي ملك.
ألا إن رحمة للعالمين هو الذي يعاهد اليهود الأمة المخذولة المقهورة بهذه الألفاظ:
الف - " أن يعود بني عوف أمة مع المؤمنين "
ب - " وأن بينهم النصر على من حارب ".
ج - " وأن بينهم النصح والنصيحة والبر دون الإثم "
د - " وأن بطانة يهود كأنفسهم "
هـ - " وأن النصر للمظلوم " (?).
إن رحمة للعالمين هو الذي يعاهد النصارى المنهزمين دافعي الجزية بهذه الألفاظ:
1 - " لنجران جوار الله وذمة محمد النبي على أنفسهم وملتهم وأرضهم وأموالهم وغائبهم وشاهدهم وعشيرتهم وتبعهم ".
2 - " وأن لا يغيروا لما كانوا عليه ".
3 - " ولا يغير حق من حقوقهم "
4 - " ولا يغير كل ما تحت أيديهم من قليل أو كثير (?).