رحمه للعالمين (صفحة 585)

أما النبي - صلى الله عليه وسلم - فكان يتيما فلم تتحقق له فرصة التعامل مع والديه. إلا أنه قد عاشت في عصره أم أيمن رضي الله عنها وكانت مولاة حبشية ربت النبي - صلى الله عليه وسلم - في حجرها فكان يكرمها إكراما ويزورها في بيتها ويناديها بأمي بعد أمي، ويجلس ابنها أسامة على فخذ والحسن على أخرى. وكان العباس عما للنبي - صلى الله عليه وسلم - فيناديه بأبي وهذا كله يدل على ما كان يتصف به النبي - صلى الله عليه وسلم - من صفة البر والكمال.

عيسى المسيح عليه السلام

عيسى المسيح عليه السلام: إن سمو شأن المسيح عليه السلام واضح بين الأنبياء الكرام. وفي القرآن أن جدته كانت دعت الله وقت ولادة أمه مريم الصديقة:

1 - {إني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم} (سورة آل عمران: 36).

وقد علم النبي - صلى الله عليه وسلم - أيضا أن يستعيذ بربه ويقول:

{وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين ... وأعوذ بك رب أن يحضرون} (سورة المؤمنون: 97، 98).

2 - وورد في القرآن عن مريم وابنها عيسى عليهما السلام: (وآويناهما إلى ربوة} (سورة المؤمنون: 50).

هذه الآية تتعلق بطفولة عيسى عليه السلام وهي تدل على أنه نشأ وترعرع في رعاية الله وكنفه.

وقال تعالى في شأن النبي - صلى الله عليه وسلم -: {ألم يجدك يتيما فآوى} (سورة الضحى: 6).

كان عيسى بلا أب وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - أيضا قد فقد أباه حين ولد فأمرهما سواء في الحرمان من العطف الأبوي والرحمة الأبوية.

3 - نقل كلام عيسى عليه السلام في القرآن الكريم وهو: {إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا} (سورة مريم: 30).

وقال سبحانه في شأن نبيه - صلى الله عليه وسلم -: {الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا ... قيما} (سورة الكهف:2، 1)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015