{وكان فضل الله عليك عظيما}
•---------------------------------•
الحمد لله الذي بعث في كل أمة شهيدا وجاء بمحمد - صلى الله عليه وسلم - على هؤلاء شهيدا وصلى الله تعالى عليه وعلى جميع إخوانه من النبيين والمرسلين صلاة كثيرا كثيرا.
أما بعد:
فمسألة أفضلية شأن سيد المرسلين - صلى الله عليه وسلم - إيمان كل مسلم بل هي روح الإيمان وهي مسألة لا تسهل معالجتها لمن يريد ذلك.
فنرى في بعض الأحيان أن المسألة تعالج بأسلوب إما أنه يقدح في ذات الله سبحانه وتعالى وإما أنه يغض من شأن الأنبياء الآخرين عليهم السلام، فيؤدي ذلك إلى ما نهى عنه في الحديث من "التخيير بين الأنبياء" وهذا مما نهى عنه المسلمون.
ويجب أن نتذكر أن علماء السلف لا يعتبرون حديث "لا تخيروا بين الأنبياء" (?) مانعا من بيان أفضلية النبي - صلى الله عليه وسلم - فقد أوضح الإمام أبو نعيم الأصفهاني (?) والقاضي عياض (?) المالكي وهما من المتقدمين في بيان هذه المسئلة بجلاء تام.
يقول القرآن الكريم: {تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض} (سورة البقرة: 253).
قد ثبت من هذه الآية وجود التفاضل بين الرسل، فإذا ثبت فضل النبي - صلى الله عليه وسلم - على جميع الرسل من القرآن فإن مسألة "التخيير بين الأنبياء" حينئذ لا تكون صادرة من قبل