ذلك مستحيلا، أليس فيه تذليل للأنبياء وإهانة للحضرة الإلهية؟ ولا أدري إلى أي منقبة من مناقب أيوب يشير هذا البيان.
والحمد لله على أن القرآن لا توجد فيه هذه الفقرة.
1 - أورد لوقا في إنجيله ذكر زكريا عليه السلام في الأصحاح (1/ 5 - 25) وورد ذكره في القرآن في الحزب الأول من سورة مريم. ولم يذكر لوقا نص دعاء زكريا الموجود في القرآن مع أن هذا الدعاء هو الذي يوضح سبب رغبته في "الولد" ... . ألتلك الأغراض التي لأجلها يبغي الناس الأولاد عامة أم لغرض ديني غير هذه الأغراض؟ ففي القرآن أن زكريا قال: {فهب لي من لدنك وليا (5) يرثني ويرث من آل يعقوب} (سورة مريم: 5 - 6).
هذه الألفاظ تدل على أنه كان يتمنى ولدا نبيا يقوم معه وبعده، بنشر الدين الإلهي ويعمل على إسعاد الأمة والنهوض بها. وهذا هو السبب الذي جعل دعوة زكريا عليه السلام تستحق الإجابة من عند الله. ولا يغتر أحد بكلمة الإرث بأن زكريا يسأل وارثا يرث عنه الأملاك الثابتة وغير الثابتة، لأنه إذا كان هو المراد، فكيف يمكن لابن زكريا الوحيد أن يرث آل يعقوب الذين لا حصر لهم؟ إن كلمة آل يعقوب تتطلب مزيدا من التفكير حيث إن الله لم يقل بني إسرائيل وإنما قال آل يعقوب. فهذان الدليلان يدلان على أن زكريا لم يبغ من الله إلا ولدا نبيا ولذلك بشر به فور دعائه. وقد ذكر لوقا في الأصحاح (1/ 25) هذا الأمر بالكلمات التالية: " هكذا قد فعل بي الرب في الأيام التي فيها نظر إلي ينزع عاري بين الناس ".
هذه الألفاظ إنما تدل على أن زكريا ما تمنى الولد إلا للأغراض والآمال التي يعقدها أهل الدنيا وبصفة عامة على أولادهم.
2 - جاء في إنجيل لوقا (1/ 20) أن جبريل كان قال لزكريا: " وها أنت تكون صامتا ولا تقدر أن تتكلم إلى اليوم الذي يكون فيه هذا لأنك لم تصدق كلامي الذي سيتم في وقته".
ويظهر من هذا أمران: