والظاهر أنه لو لم يكن التعدد أمرا محمودا عند المسيح لما تمثل به. وبهذا التمثيل كان يستدل شاعر إنجلترا الشهير ملتن على جواز التعدد بين الزوجات. وإذا لم يتفق أحد مع موقفنا بعد هذه الأدلة، فعليه أن يقرأ الدرس الرابع من الإصحاح الثالث عشر من الرسالة إلى العبرانيين ففيه: "ليكن الزواج مكرما عند كل واحد والمضجع غير نجس، وأما العاهرون والزناة فسيدينهم الله" (?).
هذا الدرس يذكر صورتين فقط. الأولى: الزواج. والثانية: الزنا. فالذي يقول إن التعدد مضجع نجس، هل في مقدوره أن يعترف بأن جميع الأنبياء الطاهرين الذين يؤمن بنبوتهم تصدق عليهم عبارة العبرانيين المذكورة في الاصحاح 13/ 4 ونحن نعلم ونعتقد أنه ليس هناك من النصارى الصادقين من يقول بذلك، ولذا نطالب النصارى والمؤمنين جميعا أن يتراجعوا عن الخوض من شأن محمد - صلى الله عليه وسلم - كما فعلوا فيما يتعلق بإبراهيم ويعقوب وموسى وداود عليهم السلام.