ولا يجوز القول بأن القرآن الكريم وصف بنات أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - ببنات النبي - صلى الله عليه وسلم - مجازا. فإن المجاز لا اعتبار له إزاء الحقيقة، وكذلك لا قيمة للقياس البشري أمام المنطوق الإلهي.
هذا ونطاق اللغة العربية متسع جدا. فلبنات الأزواج فيها لفظ مستقل، وقد استعمل القرآن نفسه لمثل هذه البنات كلمة الربائب (?).
ولم يستعمل لهن كلمة البنات، ونقول باختصار قول الله عز وجل "بناتك" قد أكد وأيد بحث وتحقيق علماء النسب.
والآن نذكر أحوال بنات النبي - صلى الله عليه وسلم - واحدة واحدة.
1 - السيدة زينب رضي الله عنها: ولدت زينب بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سنة ثلاثين من مولد النبي - صلى الله عليه وسلم - وتزوجت بأبي العاص بن الربيع بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بمكة. وأمه هالة بنت خويلد شقيقة لخديجة الكبرى وكان هذا الزواج في حياة خديجة رضي الله عنها.
أسلمت زينب رضي الله عنها مع أمها، أما زوجها أبو العاص فقد تأخر إسلامه وكان ممن شهد بدرا مع كفار قريش، وأسره عبد الله بن جبير بن النعمان الأنصاري، فأرسلت زينب بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لفدائه تلك القلادة التي كانت خديجة قد أعطتها إياها في زواجها، وكان قد أبى أن يطلق زينب حين مشى إليه مشركو قريش في ذلك. فشكر له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مصاهرته وأثنى عليه بذلك خيرا. وكان أبو العاص قد وعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين أفرج عنه في بدر بأنه سيخلي لزوجته زينب سبيلها إلى الهجرة، فهاجرت زينب