قالت: قلن لي (أي عجائز النساء) تعلقي حديدا في عضديك وعنقك، قالت ففعلت. قالت: فلم يكن ترك علي إلا أياما فأجده قد قطع فكنت لا أتعلقه (?).
أمرت آمنة وهي حامل برسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن تسميه أحمد فسمته بأحمد، وسماه جده محمدا، فمحمد وأحمد كلاهما اسمان ذاتيان للنبي - صلى الله عليه وسلم - (?). واستيقنت آمنة بعد هذه الرؤيا أن ابنها سيكون ذا بركة وسعادة. فإن حليمة لما سمعت أنه يتيم أبت أن ترضعه فقالت لها آمنة: يا ظئير سلي عن ابنك فإنه سيكون له شأن. فلما أخذت حليمة الطفل أنشدت آمنة:
أعيذ بالله ذي الجلال ... من شر ما مر على الجبال
حتى أراه حامل الحلال ... ويفعل العرف إلى الموالي
... وغيره من حشوة الرجال ...
ثم قدمت به حليمة على أمه بعد سنتين وقالت لها: لو تركت بني عندي حتى يغلظ فإني أخشى عليه وباء مكة فردته معها، وبعد خمس سنوات قدمت به حليمة على أمه، فأخذته أمه وسارت به إلى يثرب، في أخواله، ولعلها شاءت أن تزور قبر زوجها، وكانت معها في هذا السفر أم أيمن (?) أمتها، ثم أقامت بدار النابغة بالمدينة شهرا، ولما هاجر النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد 47 سنة إلى المدينة، كان يتذكر صباه ويقول: كانت بها بنت تسمى أنيسة وكانت تلعب معي، وجعل قبر أبي في هذا الموضع، وكنت تعلمت السباحة في بركة بني عدي بن النجار، وفوق هذا الحصن كان طائرا يقف فيهشه الأطفال، وكانت أمي تجلس في هذا البيت.
ولما رجعت السيدة آمنة بعد شهر إلى مكة ماتت وهي بالأبواء. ولعل الحزن الذي