أبا بكر الصديق أميرا للحج وأرسل معه ثلاثمائة من الصحابة كي يحجوا بالناس، وأرسل بعد ذلك عليا رضي الله عنه حتى يعلن سورة البراءة وقد حج أبو بكر الصديق بالناس، وقرأ علي بن أبي طالب على الناس الأربعين آية الأولى من سورة البراءة مع بيان أحكامها وأوضح أنه لا يدخل بعد هذا العام بيت الله مشرك (?) ولا يطوف بالبيت عريان (?).
وفي السنة العاشرة من الهجرة عزم النبي - صلى الله عليه وسلم - على الحج وأعلن في جميع الجهات أن النبي ذاهب للحج، وبعد هذا الإعلان تجمع خلق كثير وعظيم في المدينة المنورة، وضم هذا الحشد الضخم أناسا من كل الطبقات والأجناس.
وأحرم النبي - صلى الله عليه وسلم - من ذي الحليفة ومن هناك راح يردد مع المسلمين بصوت مرتفع لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك. ثم توجه إلى مكة محرما.
وانضم إلى هذا الركب المبارك أفواجا من الناس من كل مكان (?) وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - كلما مر بأكمة أو تل كبر ثلاثا بصوت مرتفع (?).
ولما قرب من مكة لبث بذي طوى (?) قليلا ثم دخل بكل من معه مكة من أعلاها وطاف بالكعبة نهارا معلنا جلال الله تعالى (?). وبعد طواف الكعبة ذهب إلى الصفا