سنة، وكتب أيضا أنه لم يكن هناك أي معبد وثني (مندر) في ذلك الوقت (?) وهذا يثبت أنه لم يكن هناك أي دار للعبادة في الديانة الآرية وقت تعمير الكعبة، ويعرف من مجموعة الأناجيل أن الله تعالى كان قد أخبر أهل الكتاب بداية أن المسجد الذي سيتخذ قبلة في النهاية هو أرفع منزلة مما قبله.
ونورد فيما يلي بعض الأمثلة والإحالات:
أولا: الإصحاح الستون من سفر النبي أشعياء كل ما ورد فيه هو عبارات ثناء على مكة ولنرى الآية 5:
5 - "حينئذ تنظرين وتنيرين ويخفق قلبك ويتسع لأنه تتحول إليك ثروة البحر ويأتي إليك غنى الأمم.
6 - تغطيك كثرة الجمال، بكران مديان وعيفة كلها تأتي من شبا، تحمل ذهبا ولبانا، وتبشر بتسابيح الرب.
7 - كل غنم قيدار تجتمع إليك، كباش بنايوت تخدمك، تصعد مقبولة على مذبحي وأزين بيت جمالي".
ومن الواضح هنا أن التعبير "بيت جمال" هو ترجمة لفظية للبيت الحرام واسم الكعبة هذا ورد في القرآن الكريم، وهذا يصدق أيضا من الصحف السابقة، ومعنى تزين هذا البيت وتعظيمه هو جعله قبلة.
ومما يوضح أن المراد ببيت جمال هنا هو الكعبة دون غيرها هو أن الآية السادسة والسابعة تذكران اجتماع أهل مديان وعيفا وسبا وقيدار وبنايوت وتقديمهما القرابين، وهؤلاء الخمسة أبناء إبراهيم أو أحفاده، وقد سكنوا في الجزيرة العربية ودخلت قبائل من نسلهم في دين محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقط ولم يدخلوا النصرانية ولا اليهودية، وقد قاموا مجتمعين بتقديم قرابينهم في مذبح واحد فقط هو منى فأسماء الأمم، وعنوان منى وإسلام العرب قاطبة وحضورهم جميعا في حجة الوداع عند النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم -، كل هذه أحداث تاريخية تؤكد يقينا معنى الآيات السابقة.