ثم قال الأسقف، يا أبا مريم أخبرنا ما رأيك؟
فقال شرحبيل: قد علمت ما وعد الله إبراهيم في ذرية (?) إسماعيل من النبوة، فيمكن أن يكودن هذا هو ذلك الرجل، لا يمكن أن يكون لي في النبوة رأي، لو كان الأمر من أمور الدنيا لأمكنني أن أنظر فيه وأقول فيه رأي.
قال الأسقف، حسشا تفضل بالجلوس.
ثم بعث الأسقف إلى شخص آخر يدعى عبد الله بن شرحبيل من قوم حمير، فأراه كتاب النبي وسأله عن رأيه فأجابه يمثل ما أجاب به شرحبيل، ثم بعث الأسقف إلى جبار ابن فيض بن الحارث بن كعب، فأراه الكتاب وسأله الرأي، فأجاب بما أجاب به من قبله.
وحين رأى الأسقف أن أحدا منهم لا يعطيه الجواب الشافي أمر بضرب الناقوس، ورفع المسوح عن الكنيسة، وقد كان هذا دستورهم إذا ما ألم بهم خطب عظيم، يضرب الناقوس وترفع المسوح في النهار وفي الليل يضرب الناقوس وترفع النيران على الجبال. وكانت هذه الكنيسة تشرف على ثلاث وسبعين قرية تضم أكثر من مائة وعشرين ألف مقاتل. وطول الوادي بقسميه الأعلى والأسفل مسيرة يوم لفارس.
وحين اجتمع أهل المنطقة، وكانوا كلهم من النصارى، قرأ عليهم كتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وسألهم الرأي والمشورة، فرأوا أن يرسلوا شرحبيل بن وداعة الهمداني،