رحمه للعالمين (صفحة 175)

الإسلام أن النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا إسلام لمن لا هجرة له" ولنا أموال ومواشي وهي معايشنا فإذا كان الأمر كذلك فلا خير في أموالنا ومواشينا، ومن الأفضل أن نبيعها ونهاجر عن آخرنا.

فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: اتقوا الله حيث كنتم فلن يلتكم الله من أعمالكم شيئا (?).

وقد أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذا الجواب على أنه اجتماع المسلمين كلهم في "مركز الإسلام" وتضييقهم بذلك أرض الإسلام أمر غير مناسب، بل من الأفضل أن ينتشر المسلمون في البلاد البعيدة ويجب عليهم أن يعملوا على نشر دعوة الإسلام.

والذين يتركون الآن بلادهم ويهاجرون إلي البلاد الإسلامية ويقيمون فيها، عليهم أن يتذكروا أن هذا يتعارض مع التعليم النبوي ويخالف مقتضى الدين الحنيف.

وفد غامد:

قدم هذا الوفد في السنة العاشرة للهجرة وكان يتكون من عشرة رجال، نزلوا خارج المدينة، فأبقوا على صبي مع رحالهم وحضروا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فسألهم النبي - صلى الله عليه وسلم - من خلفتم على رحالكم؟ فقالوا، خلفنا صبيا، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: لقد نام فأتى شخص فأخذ عيبة أحدكم، فقال شخص: هي لي يا رسول الله، فقال النبي. لا تقلق لقد استيقظ الصبي وجرى خلف اللص ومتاعكم كله سالم. وحين عاد القوم من عند النبي - صلى الله عليه وسلم -، قص لهم الصبي ما حدث، فكان مثلما أخبرهم النبي - صلى الله عليه وسلم - أسلم القوم من فورهم، وأمر عليهم النبي - صلى الله عليه وسلم - أبي بن كعب ليحفظهم القرآن الكريم ويعلمهم شرائع الإسلام، وحين رجع الوفد كتب لهم شرائع الإسلام في رقعة (?).

وفد بني فزارة:

حين رجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من تبوك قدم عليه وفد من فزارة ضم ما بين عشرة وخمس عشرة رجلا، كانوا قد أسلموا، وكان من بين مطيهم جملا هزيلا ضعيفا، فسألهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن حال بلادهم، فقال أحدهم، يا رسول الله أسنت بلادنا، وهلكت مواشينا وجفت بساتيننا ومات أطفالنا جوعا، فادع لنا ربك يغيثنا واشفع لنا إلى ربك وليشفع لنا ربك إليك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015