ثم قال وأنا أمدكم خمسا فيتم لكم عشرون خصلة:
- فلا تجمعوا ما لا تأكلون.
- ولا تبنوا ما لا تسكنون.
- ولا تنافسوا في شيء أنتم عنه غدا تزولون.
- واتقوا الله الذي إليه ترجعون وعليه تعرضون
- وارغبوا فيما عليه تقدمون وفيه تخلدون
وعمل هؤلاء القوم بوصية النبي - صلى الله عليه وسلم -.
كان فروه بن عمرو حاكم منطقة العرب الشمالية كلها التي كانت تحت سيطرة إمبراطورية القسطنطينية وكانت عاصمته معان، وكان تحت إمرته أيضا المنطقة المتاخمة لفلسطين بعث إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - برسالة يدعوه فيها إلى الإسلام، فأسلم فروة، وأرسل للنبي - صلى الله عليه وسلم - بغلة بيضاء ثمينة.
وحين علم صاحب القسطنطينية بإسلامه عزله من الحكم وطلب منه ترك الإسلام، فرفض فروة فحبسوه ورأوا أن يصلبوه، وصلب على حوض يقال له عفراء بفلسطين، وحين وصل إلى مكان الصلب أنشد يقول:
ألا هل أتى سلمى بأن خليلها ... على ماء عفرا فوق إحدى الرواحل
على ناقة لم يضرب الفحل أمها ... مشذبة أطرافها بالمناجل (?)
ويقال إنه أنشد أيضا قبل أن تفارقه الروح هذا الشعر:
بلغ سراة المسلمين بأنني ... سلم لربي أعظمي ومقاصي
كانت هذه القبيلة تسكن اليمن وقد بعث إليهم النبي خالد بن الوليد يدعوهم إلى الإسلام، فأقام بينهم، ولم يسلموا، فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - عليا رضي الله عنه بتبليغ الإسلام