ويضع اسمه قبل اسمي، ثم كتب إلى عامله باليمن ويدعى "باذان" وكان يعتقد أن جميع بلاد العرب تحت إمرته، أن يقبض على هذا الشخص (أي النبي - صلى الله عليه وسلم -) ويرسله له.
فبعث باذان بعض جنوده وعلى رأسهم بابويه، وأمر بابويه أن يدرس أحوال النبي وأن يأخذه إلى كسرى، فإذا ما رفض الذهاب معهم فعليه أن يعود ويقدم له تقريرا لما حدث، وحين وصل هؤلاء الجنود إلى الطائف، استبشر أهل الطائف، فقد ظنوا أن محمدا - صلى الله عليه وسلم - هالك لا محالة لأن كسرى قد أمر بعقابه على تطاوله عليه.
وحين حضر رئيس الجند بابويه ومن معه إلى المدينة ولقي النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ارجعا حتى تأتياني غدا، وفي اليوم التالي قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: إن الله قد أهلك ملككم الليلة، فاذهبا وانظرا الأمر فسمع بابويه بهذا فعاد إلى اليمن، وهناك وصل خبر مفاده أن خسرو قتل على يد ابنه، واعتلى شيرويه العرش، وشيرويه هو قاتل أبيه.
وأعلن باذان إسلامه بعد أن تأكد من خبر النبي - صلى الله عليه وسلم - ومن أخلاقه وعاداته وخصاله وما إلى ذلك وأسلمه معه جميع من في البلاط وأكثر مناطق البلاد.
وحين رجع عبد الله سفير النبي - صلى الله عليه وسلم - وأخبر النبي أن كسرى مزق الرسالة قال - صلى الله عليه وسلم -: "مزق ملكه".
وعلى القارئ أن يفكر في هذه الجملة المختصرة التي تحمل معنى كبيرا ونبحث في تاريخ العالم مدى ثلاثة عشر قرنا وربع من الزمان، هل هناك أثر لتلك الإمبراطورية في أي مكان، تلك الإمبراطورية التي حكمت نصف الدنيا لأكثر من أربعة أو خمسة آلاف سنة ووصلت فتوحاتها إلى اليونان وروما؟ بالطبع لا يوجد أي أثر.
ومن المناسب هنا أن نذكر أسماء بعض الولاة والحكام الذين اهتدوا بهدي الإسلام بعد أن وصل إليهم الدعاة الذين أرسلهم النبي - صلى الله عليه وسلم - فعرفوا حقيقة الإسلام وهديه.
1 - ثمامة حاكم نجد وأسلم في سنة ست من الهجرة (?).
2 - جبلة حاكم دولة غسان العربية القديمة أسلم في السنة السابعة للهجرة