على ذلك فما أدري ما يقول رسول الله وأنا رجل شاب، يمكن أن أخدم نفسي.
وهكذا مضى خمسون يوما على هذه المصيبة (?)، وبينما كنت راقدا أفكر في مصيبتي تلك، صعدت إلى جبل سلع (?) قريبا من بيتي، فسمعت أبا بكر الصديق ينادي: فلتبشر يا كعب فقد قبلت توبتك".
وقدم أصدقائي وأحبابي على هذا الصوت من بعيد وراحوا يبشرونني بقبول توبتي، فخررت ساجدا، وبعد أن أديت سجدة الشكر انطلقت إلى رسول الله.
كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يجلس مع المهاجرين والأنصار، رآني المهاجرون فباركوا لي قبول توبتي وأما الأنصار فسكتوا، فتقدمت وسلمت، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا استبشر كأن وجهه قطعة قمر، وكان - صلى الله عليه وسلم - من عادته أن يبرق وجهه من السرور.
قال: أبشر يا كعب بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك، أقدم فقد قبل رب العالمين توبتك.
فقلت: إن من توبتي أن أنخلع عن مال صدقة إلى الله وإلى رسوله.
فقال: أمسك عليك بعض مالك؟
فقلت: النصف.