رحمه للعالمين (صفحة 1019)

السماء البابا لأنه رئيس تلك الكنيسة التي بناها بطرس الذي أعطاه المسيح الخيار التام لملكوت السماء.

وابتعدت كل أمة عن الأخرى، واعتزلتها، فضاع الحب الإنساني وانفصلت الأمم عن بعضها إلى الأبد، كما دخلت الخصائص الوطنية والعادات القومية في المبادئ الدينية عند الجميع، وتدرجت هذه المبادئ إلى الضعف أمام تلك العادات حتى تلاشت.

وجاء الإسلام ليقضي على هذه المفاسد كلها، ويعلن أمام الأمم المذكورة سنة إلهية بقوله تعالى: {وإن من أمة إلا خلا فيها نذير} (فاطر: 24).

فلماذا يحقر بنو إسرائيل صلحاء الهنادك، ويكذب الهنادك أنبياء بني إسرائيل، ويبطل الفرس دعاوى الإسرائيليين والهنادكة، ويكذب أهل الصين نور الشمس بتكذيبهم علوم هذه الأمم) وحضاراتها؟

تعالوا اتحدوا وتبادلوا بينكم الاحترام (*)، وعظموا دعاة الأديان وهداتها، وانظروا إلى الناموس الإلهي الذي اختار موضعا قرب البحر الأبيض لتوحيد العالم كله، فتيسر نشر الدعوة منه في كل موضع من العالم، وتحقق استخدام وسائل السفر برا وبحرا بعد الإقامة فيه.

إن القدرة الإلهية أرست أساس هذه الحركة منذ خمسة آلاف سنة، وأعدت أمة سكنت في واد غير ذي زرع، واستغنت عن الأرض الخصبة واكتفت من النفائس المادية بما يسد الرمق، واستهدفت الحفاظ على المعبد ورأت سدانتها فخرا لها، حتى بعث الرسول الأمي الكريم (ص) الذي بدل الاختلاف ائتلافا، والافتراق اتفاقا، وكان ذلك في العصر الذي عاشت فيه الأمتان اللتان صور الله تعالى حالتهما بقوله:

{وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء وهم يتلون الكتاب} (البقرة: 113).

إن قوله تعالى ((وهم يتلون الكتاب)) يتعلق بالنصارى الذين سموا سفر اليهود بالعهد القديم والكتاب المقدس، ومع ذلك يقولون في اليهود أنهم ليسوا على شيء.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015