الذي لا تستحسنه إلا عقولهم الركيكة. فتجرؤوا على الله بهذه المناجاة القبيحة، كأنهم ينخون الله بذلك لينخى لهم ويحمى لنفسه، لأنهم إذا ناجوا ربهم بذلك فكأنهم يخبرونه بأنه قد اختار الخمول لنفسه وينخونه للنباهة واشتهار الصيت، فترى أحدهم إذا تلا هذه الكلمات في الصلاة يقشعر جلده، ولا يشك في أن كلماته تقع عند الله تعالى بموقع عظيم، وإنه يؤثّر في ربه، ويحركه بذلك، ويهزه وينخيه. وهؤلاء على الحقيقة ينبغي أن يرحم جهلهم وضعف عقولهم.
وأيضا، فإن عندهم في توراتهم: أن موسى صعد الجبل مع مشايخ أمته فأبصروا الله جهرة، وتحت رجليه كرسى منظره كمنظر البلّور، ذلك قوله:
(وتراءى ويث الوهي يسرائيل وثاحث رعلاى كراى كيناث هشيفير وخعيصم هشامايم لاطوهره) .
ويزعمون أن اللوحين مكتوبين بأصبع الله، ذلك قولهم (بأصباع الوهيم) ويطول الكتاب إن عددنا ما عندهم من كفريات التجسيم، على أن أحبارهم قد تهذبوا كثيرا عن معتقد آبائهم بما استفادوه من عندهم، بما يدفع عنهم إنكار المسلمين عليهم، ما تقتضيه الألفاظ التي فسروها ونقلوها، وصاروا متى سئلوا عما عندهم من هذه الفضائح استتروا بالجحد والبهتان، خوفا من فظيع ما يلزمهم من الشناعة.
ومن ذلك: أنهم ينسبون الله تعالى إلى الندم على ما يفعل.
فمن ذلك قولهم في التوراة التي في أيديهم: