الإسلامي. فاستفاد اليهود والسامريون على السواء من تسامح المسلمين تجاه معتقد الشعوب المحكومة منهم فأصبح السامريون في عداد أهل الذمة. وفي أيام الدولة الفاطمية أصاب السامريون عزا ورفاهة. فكان يحكمهم عامل سامري من صفورية يدعى «تقوى بن إسحاق» (أواخر القرن العاشر للميلاد) . ويحدثنا مؤرخو العرب عن وجود جماعات مرفهة منهم في الشام ومصر. وهناك رسالة من سنة 1214 م. تدل على الشأن الذي بلغته هذه الطائفة في نابلس «1» .
والظاهر أن الحملة الصليبية التي أهلكت عددا غفيرا من اليهود والمسلمين في فلسطين لم تؤثر كثيرا على السامريين. فقد وجد بنيامين الذي زار مواطنهم قرابة سنة 1170 م. نحو ألف عائلة منهم في نابلس و 200 في قيسارية و 300 في عسقلان و 400 في دمشق، كما يحدثنا عن احتفالهم بعيد الفصح على شكل ما هو معروف عنهم في الوقت الحاضر. أما قوله بأن الكتابة السامرية تنقصها ثلاثة أحرف فلا صحة له. وكل ما هناك هو أن السامريين قد احتفظوا بالخط العبراني القديم.
في حين اقتبس اليهود الخط الآشوري المربع بعد عودتهم من سبى بابل «2» .
والسامريون موحدون، لا ريب في توحيدهم. واعتقادهم راسخ في أنهم من بني إسرائيل من آل يوسف الصديق. وهم لا يعترفون بغير أسفار موسى الخمسة من الكتاب المقدس، يتبعون نصوصها ومنطوقها