أراضيها وعرة المسالك. فيها عدد غفير من اليهود «1» يقيمون في المعاقل الحصينة على رؤوس الجبال، لا يخضعون لغير رؤسائهم.
ويخرجون للغزو في بلاد النوبة، فيعودون بالغنائم إلى معاقلهم.
وبعضهم يزور مصر وبلاد العجم. وعلى مسيرة عشرين يوما منها:-
أسوان صلى الله عليه وسلمsuan «2» الواقعة في طرف الصحراء عند شواطئ نهر فيشون «3» المعروف بنهر النيل. ومخرج هذا النهر بلاد يسكنها الزنوج، عليهم ملك يدعى «سلطان الحبش» . وهم متوحشون يشبهون الحيوان بجميع الوجوه. فطعامهم الحشائش النامية على شاطئ النيل ومناخهم شديد الحر. لذا يعيشون في الأراضي المكشوفة، عراة الأبدان. وعاداتهم مستقبحة تخالف سائر أحوال البشر. فهم يطأون من النساء أخواتهم أو أية امرأة تتيسر لهم.
وأهل أسوان يخرجون لصيد العبيد في أراضي هؤلاء الزنج. وهم إذا خرجوا حملوا معهم الخبز والزبيب والتين. فيجتذبون الزنوج ويرغبونهم حتى يتبعوهم، ثم يبيعونهم في أسواق النخاسة بمصر وما