لم ينعم اليهود في ظل الدولة البيزنطية- بشكل عام- بمعاملة حسنة، وكانوا يصلون إليها من موانئ البحر المتوسط- خاصة الإسكندريّة- للتجارة، وفي أواخر القرن التاسع للميلاد أجبر الإمبراطور باسيلوس (باسيل الأول 867- 886 من الأسرة المقدونية) يهود القسطنطينية على التحوّل إلى المسيحية، وقتل عددا كبيرا منهم ممن رفض التحول، ولم يكن هذا قصرا على اليهود وإنما جرى في إطار خطة عامة اتبعها باسيل لنشر المسيحية في أرجاء إمبراطوريته.
«وفي زمن باسيل جرت محاولات لنشر المسيحية بين الشعوب الوثنية كما جرت محاولات لتحويل المخالفين للمذهب الكاثوليكي إلى الكاثوليكية، والراجح أنه حدث في عهده أن حاولت الإمبراطورية البيزنطية أن تحوّل الروس إلى المسيحية، إذ يشير مصدر تاريخي إلى أنّ باسيل حثّ الروس على أن يقبلوا التنصير، وأن يقروا رئيس الأساقفة الذي سامه لهم (عيّنه لهم) أجناتيوس على أنه من العسير أن نقرر أية طائفة من الروس يشير إليها المصدر التاريخي، على أنه حدث أيضا في زمن باسيل الأول أن اعتنق المسيحية الجانب الأكبر من القبائل الصقلبية التي تنزل البيلوبونيز، وكذا الصقالبة الوثنيون الذين يقيمون بجبال تايجيتوس Taygetus واعتنق المسيحية أيضا في زمن باسيل الصقالبة الذين أقاموا في غرب شبه جزيرة البلقان،