لكنِّي مع ذلك لم أستطع أن أستقرَّ في طائفةٍ واحدةٍ من الطوائف المسيحيَّة. فقد كنت دائم التنقُّل من كنيسةٍ إلى أُخرى. كنت ما أزال أبحث عن السَّكينة الداخليَّة، ولم أستطع اتِّخاذ قراري إلى أيِّ كنيسةٍ كان عليَّ الذِّهاب. حين كنت في السَّنة الأخيرة في الجيش، قابلت صديقاً قادني إلى كنيسته (سانت جون سانت مارجريت) ، فشعرت أخيراً بأنِّي "في بيتي" في هذه الكنيسة. وأصبحت فاعلاً في النَّشاطات الكنسيَّة. كنت المسؤول في مُهمّتين تبشيريَّتين، إحداهما كانت تتعلَّق بالعمل مع الأولاد، في حين كانت الأخرى تتعلَّق بنشاطٍ رياضيّ. وكنت مُشاركاً في التخطيط التعليميِّ للأولاد. قُدِّم من خلال هذا النشاط التعليم المجانيُّ لأولاد المدارس، في نفس الوقت الَّذي كانت فيه رسالة المسيحيَّة تُنشر ببطءٍ وبشكلٍ مهذَّب. كان الأولاد من مستوىً ابتدائيٍّ، وأُوكل إليَّ الاهتمام باثنين منهم، وقبل أيِّ تعليمٍ كانت هناك جلسةٌ للعبادة؛ كنَّا ننشد الأناشيد، وكانت لدينا جلسات سردٍ للقصص، حيث كنت أحكي للأولاد قصصاً من الإنجيل.

وعملت أيضاً باجتهادٍ مع المجموعة الرياضيَّة للكنيسة، فكنَّا نقوم بالعمل التبشيريِّ بسؤال الناس الانضمام إلينا في اللعب. وكنت المسؤول عن فريق كرَة السلَّة. في كلِّ أُسبوعٍ كنَّا نستأجر قاعةً نمارس فيها اللعبة. وكنا ندعو " الدُّخلاء " ونحاول قيادتهم للمسيحيَّة بأن نكون مثلاً لهم، فكنَّا نقوم بالتركيز على روح التعاون والاهتمام، فحاولنا التعبير عن هذه الفضائل قدر ما استطعنا. وخلال ذلك، وبعد التمارين، كنَّا نحاول تلقين المسيحيَّة لأولئك الشباب، والَّذين كانت غالبيتهم من المراهقين اليافعين.

مفهوم النشاط الرياضيِّ عمليٌّ إلى درجةٍ كبيرة، ليس فقط في سنغافورة بل وفي بلدانٍ أُخرى أيضاً. كانت كنيستي هي الأولى في سنغافورة الَّتي تُقدِّم مفهوم الرعاية والاهتمام.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015