وعقيدة الثالوث ترى أن هذه المخلوقات المتعددة الصفات، ما هى إلا صورة للخالق الذى خلقها على صورته وشبهه، ولكن يبدو أن الأستاذ يس منصور يميل إلى حرمان الخالق من الصفات والملكات المتعددة التى تملكها المخلوقات، بحيث إنه يلزم لخلق إنسان مثلاً متعدد الصفات والملكات أن يشترك فى صنعه عدة آلهة يمنحه كل منها صفته الخاصة وقدرته الذاتية، وبهذا تتجمع الصفات فى المخلوق وتتفرق فى الخالق.. إذا لم يكن هذا هو الغى، فماذا عساه يكون؟!

خبرونا أيها العقلاء!!

لقد أخفق (يس منصور) من حيث أراد النجاح، وهوى من حيث أراد الارتقاء.

ومن حيث المبدأ فالإسلام يبطل التثليث – كما قدمنا – بحجج كثيرة، ويكفر النصارى باعتقادهم إياه وأعتقادهم ان المسيح هو الله، فكيف يقال: إن التثليث يمكن أخذه من القرآن، بينما أن معظم آيات القرآن الكريم إنما جاءت لتأصيل التوحيد في مواجهة الوثنية والثنوية والتثليث، وغيرها من العقائد الباطلة؟

ولا أدرى كيف يدل تعدد أسماء الله الحسنى على التثليث، وهي ليست ثلاثة أسماء، بل يبلغ مجموعها عشرات الأسماء، كما هو معروف؟ .

والواقع أن عقيدة الإسلام فيما يتعلق بأفعال الله: أنه سبحانه وتعالى فاعل مختار، أي أنه مريد لأفعاله، لا تصدر عنه بالإيجاب. ولهذا تعددت أفعاله تبعا لإرادته، فلم يكن ذا فعل واحد، أو ذا أفعال لها وجه واحد – كما هي العقيدة الثنوية في أنها تقصر الخير على إله، والشر على إله آخر – فهو خالق كل شئ في هذا الوجود، وهو الفعال لما يريد، يعطي ويمنع، ويخفض ويرفع، ويقبض ويبسط، ويعاقب ويغفر، ويعز.. وكل ذلك منه سبحانه وتعالى خير وحكمة.

وهكذا تتعدد أفعاله، وتتعدد صفاته، وتتعدد أسماؤه. ولا محالة في أن تجمع الذات الإلهية بينهما جميعاً مهما كان بينها من تناقض، ما دام فعله سبحانه وتعالى لا يجمع بين النقيضين في موضوع واحد، تتم فيه شروط التناقض.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015