عليهم أشعتها الواقعة عليها فأحرقتهم، كذا في المحاضرة. وفي كتاب كنز الأسرار: جبل القمر سمي به لتلوّنه بزيادة القمر في كلّ ليلة، ففي أول ليلة يعلوه نور أبيض، وفي الثانية يعلوه نور أصفر كشعاع الشمس، فيتلون كلّ ليلة إلى ليلة البدر، فيكون كذنب الطاووس، ومنه يخرج النيل، وطوله إلى بحر الروم ألف فرسخ وأربعون فرسخاً، وفي الخطط جبل القُمْر، بضم القاف وسكون الميم ثم راء مهملة، طوله أربعة أشهر، في عرض عشرين يوماً إلى أقل من ذلك، ويحاذي جزيرة سرنديب، وفيه بلاد كثيرة منها قمرية، وإليها ينسب الطاووس القمري. وفي موضع آخر: جبل القمر
جبل عالٍ، وإنَّما سمي جبل القمر لأن القمر لا يطلع عليه، لأنَّه خارج عن خط الاستواء باثنتي عشرة درجة، والنيل يخرج من تحته، انتهى. ولا خلاف في إقبال النيل من أرض الحبشة، وخبر حامد بن أبي شالوم بن العيص بن إسحاق بن إبراهيم عليه السلام في ذلك مستفيض، حكاه السيوطي في المحاضرة بإسناده، ونقله في الهيئة السنية، ورواه ابن الوردي في الخريدة. قال في آثار البلاد: وسبب مدّ النيل أن الله تعالى يبعث ريح الشمال فتقلب عليه البحر المالح، فيحلو ويزيد حتى يعم الروابي والعوالي، ويجري في الخلجان والمساقي، فإذا بلغ الحد الذي هو تمام الريّ، بعث الله تعالى ريح الجنوب فأخرجته إلى البحر المالح. قال السيوطي: وتسمّى هذه الريح التي تقلب عليه البحر المالح بالمَلْتَن، بفتح الميم وسكون اللام وفتح المثناة الفوقية بعدها نون، وفي ذلك يقول الشاعر:
اشفع فلَلشافعُ أعلى يداً ... عندي وأسنى من يد المحسن
فالنيل ذو فضل ولكنه ... الشكر في ذلك للملتن
الرياح أربع كما أشار إليه الرئيس بقوله: درست بتكرار الرياح